ـ(168)ـ ولنتصور الملايين من البشر ـ ومنهم المسلمون ـ كيف يكون تأثير هذه الأفلام على عقولهم وسلوكهم؟!. إننا نريد إعلاما وفنا وأدبا واقعيا ولكن ليس وفق هذه النظرة بل وفق الواقعية الإسلامية. على أنني لا أنكر انه توجد هناك واقعية روحية(1) عند الفلاسفة ولكنها لا تكاد تظهر أو تستطيع ان تحدد منها موقفا عقليا أو عمليا. أتيت بالتعريف الفلسفي قبل غير من التعريفات لأنه سابق عن غيره في تحديد مصطلح الواقعية، إذ ـ كما يتبادر لي ـ ان مصطلحي «المثالية» و«الواقعية»، في المنهج الإسلامي لم يستمدا ـ مبدئيا ـ من المعنى اللغوي أو الشرعي، بل استعيرا كترجمة لهاتين اللفظتين من الفلسفة الغربية، وهذا ليس بعيب يقدح في رواد هذا التحرير المنهجي من المسلمين، بل هي ـ في نظري ـ ميزة، حيث أعطت البديل الإسلامي الشامل والصحيح لتفسير هذين المصطلحين، مما يوقعهما عند أصحابهما الغربيين في مأزق القصور في فهم واقعية الكون ومثاليته الصحيحة. ومن الناحية اللغوية نجد ان الواقع: يعني النازل والحدث، وبما ان الزمن الحادث كله نوازل وحوادث سمي واقعاً. وعندما نقول: هذا الواقع: أي هذا الحادث والنازل الموجود حديثا وحاضرا، والواقع هو الحادث فعلاً، وأمر وقع: أي حدث فعلا وحقيقة، والواقع: هي الأحداث، وسميت المعارك وقائع لكونها حدثت فعلا. ____________________________ 1 ـ موسوعة الفلسفة، مادة «مثالي».