ـ(164)ـ البشري في هذه النصوص، ونحن لا نحجر على الإنسان التفكير في ذلك، ولكنه بدون ان يقودنا إلى الخلاف الممزق للصف، وإنّما يجب أن يؤدي بنا إلى تنوع الفكر داخل الإطار الإسلامي الواحد. التوحيد: بحقيقته ان لا معبود بحق إلا الله تعالى، فهو المنزه عن النقص والمشابهة لخلقه ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ?(1) وهو سبحانه وتعالى الخالق الرازق المتكفل بأمر عباده، والمسلمين متفقون على تنزيه الله تعالى، ومن يشب توحيده بشائبة شرك فهو خارج عن ملة الإسلام، حائد عن دائرة الأمة، غير محسوب عليها ولا لها. إذا؛ التوحيد هو السياج الذي يربط الأمة الإسلامية، فهو الروح الذي يغذي النفوس المؤمنة للالتقاء على مائدة الاخوة الإيمانية. الثبات: الأمة الإسلامية مجمعة على القضايا الثابتة التي لا تتغير في المنهج الإسلامي، وهناك ثبات في العقائد وحقيقة الألوهية ومصدر التشريع، وثبات في الأخلاق والقيم الفاضلة، بل وثبات في بعض التشريعات العملية التي يبني عليها عنصر الإنسانية الثابت مثل شؤون الزواج والميراث والطلاق والحدود والقصاص. وهذه خاصية حفظت الأمة ـ برغم اختلافها الواقع ـ من النشوز عن دائرة الإسلام، وكانت حركة الأمة(داخل إطار ثابت حول محور ثابت)(2). وهو ـ أي الثبات ـ من أهم المقومات التي تثير فينا الحماس تجاه الوحدة الإسلامية. ___________________________ 1 ـ سورة الشورى 11. 2 ـ خصائص التصور الإسلامي، ص 72، والعبارة عبارة سيد قطب.