ـ(163)ـ والتزام الق الذي ينضخ به الدليل الشرعي. لذلك سوف أدعم الواقعية، وعلاج الواقع أيضاً، بما ورد من آراء وأقوال إيجابية في هذا الموضوع عند الاباضية ـ كما قلت ـ حتى يتبين للناس أن هذا المذهب الاباضي مستعد فكراً وعلماء واتباعا للوحدة الإسلامية، بل ويسعى إليها أقطابه من قديم الزمان. والآن مع بيان موجز لبعض خصائص الإسلام العامة كنموذج يسمح به الوقت هنا: الربانية: هي ـ كما يذهب سيد قطب ـ الخاصية التي تربط الخصائص الأخرى(1)، لأن الله سبحانه وتعالى طلب من المؤمنين ان يكونوا ربانيين في حياتهم جميعا بدون استثناء قال تعالى: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ _ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ _ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ?(2). والربانية: تعني ان مصدر التلقي هو من عند الله تعالى وحده، ولا يجوز ان نستمد عقيدتنا من أي مصدر كان، بل ان رسل الله تعالى عليهم الصلاة والسلام كانوا نقلة أمناء للوحي، لم يشرعوا للناس من هواهم ـ حاشهم عن ذلك ـ يقول سبحانه وتعالى: ?وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى _ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى?(3). وما زال المصدر واحدا والكل مجمع عليه ومجتمع حوله ففيما الخلف بين المسلمين ؟ ! وعندما يكون المصدر والتلقي واحدا فلا يكون الاختلاف إلا نتيجة إعمال الفكر _________________________________ 1 ـ خصائص التصور الإسلامي، ص 40. 2 ـ سورة الأنعام: 162 ـ 164. 3 ـ سورة النجم: 3 ـ 4.