ـ(162)ـ كمصطلح الإيمان والكفر والفسق ونحوها. إن الاستمرار في أعمال هذه الخصائص في المستجدات الفكرية، وخاصة فيما يخدم الوحدة الإسلامية لهو مطلب ضروري، وهذا فيما أحسب ما تفطنت لـه هذه الندوة المباركة. لا يمكنني ان استقصي كل الخصائص العامة للإسلام وفي جميع المجالات، فهذا بحث يطول وهو خارج عن طاقتي العلمية والزمنية، ولكن بما ان أساس التقاء المسلمين هو العقيدة على وجه الخصوص، فيجدر بي ان استعرض بعض هذه الخصائص من هذا المنطلق، وذلك حتى يتبين لنا إننا لسنا على خلاف في هذا الأمر، فقط كل ما نحتاجه هو الإخلاص لله تعالى وصدق النية لـه تعالى في الاتجاه نحو الوحدة والوئام مبتعدين عن الفرقة والخصام. ثم بعد الاستعراض السريع لهذه الخصائص اقف عند خاصية الواقعية، فهي الصق ما يكون بواقعنا، فلنبحث من خلالها عن حل لهذا الواقع، ومن المعلوم ان الفرقة المذهبية هي ما يحول غالبا عن التقاء المسلمين، وما ذلك إلا سبب الخوف من ترك المذهب، ولكن عندما نبحث داخل المذهب ما يقرب إلى الوحدة ورص الصف، نجد الخوف يزول والعقدة تنحل عند أرباب وأتباع ذلك المذهب، فيقدمون مصلحة الإسلام على مصلحة المذهب، ان كان للمذهب مصلحة لا توجد في الإسلام، ولا أظنها توجد في مذهب سليم صحيح. لا يعني هذا اننا نجبر الناس ان يتخلوا عن عقائدهم التي يعتقدون سلامتها والتي تختلف عندهم عن غيرهم في المذاهب الأخرى، وإنّما نطلب ان تترك هذه الخلافات منزلة الفروع، هذا إذا لم يوجد الدليل القطعي على رجحان أحدهما، وفي حالة وجود الدليل القطعي فلابد لنا من ترك التثبت بما عليه الآباء