ـ(161)ـ خصائص الإسلام العامة الإسلام كل متكامل لا ينقصه ما ينقص الفلسفات الأرضية، حيث لم يفرط في شيء يقول سبحانه وتعالى: ?مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ?(1) فالعقيدة واضحة وميسرة ومؤثرة لا يوجد بها غموض ولا التواء، تخاطب العقل فيسلم لها، ليس تسليم الأعمى؛ بل تسليم المدرك الواعي لسلامتها وصحتها، والشريعة ناضجة راقية تستوعب مستجدات الأيام وتقلبات الدهر، والدليل على ذلك؛ هانحن على مشارف القرن الحادي والعشرين الميلادي وقد قطع العلم والاختراع شوطا كبيرا في الحياة، وكان في شريعة الإسلام الحل لكل معضلة والكشف عن كل مدلهمة، والحكم الذي يعطي كل أمر موقعه من الأحكام الخمسة الفقهية(2). وتأتي خصائص الإسلام بتحريرها لتيسر لنا الطريق حتى نسير على هدى وبصيرة، ولا يمكن ان نطرح الإسلام كبديل حضاري للفلسفات الأرضية بدونها، ولا يمكن أيضاً ان نعمل بعضها ونجمد الآخر، فهذا إيمان ببعض الكتاب وكفر بآخره. وهذه المسميات التي اصطلح عليها إنّما هي مسميات تقترب ان تكون اعتبارية لتيسر لنا الفهم والتعامل مع المنهج الرباني وفق نظرة منهجية حديثة، وإلاّ فخصائص الإسلام أعمق وأكبر وأوضح، وهناك مجال رحب للمفكرين ان يقدموا صيغة أكثر نضجا واشمل استيعابا لواقعنا المعاصر، يجب ان لا نجمد عند المصطلحات، فما ضر الفكر الإسلامي إلا عندما جمد في قوالب صلبة من قشور المصطلحات التي اخذ المسلمون يتراشقون بها في فترات فتنهم وتشتتهم __________________________ 1 ـ سورة الأنعام: 38. 2 ـ وهي الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام.