ـ(156)ـ عن الواقعية وعن الواقع لارتباطهما الوثيق، متعرضا للجوانب الكفيلة بتقارب المسلمين كخطوة متينة نحو الوحدة الإسلامية، رابطا كل ذلك بواقعية الإسلام، وسأعطي من التطبيقات الاباضية أمثلة في تصحيح مسيرة الأمة تجاه الوحدة الإسلامية، منتظرا من أساتذتي الباحثين والعلماء الإجلاء ان يقدموا ما يوجد في مدارسهم، لأنني متأكد ان خطوط الالتقاء ستكون واحدة، وإنما تحتاج إلى تنظيم لتلتقي في نقطة الأخوة الإسلامية والاتحاد الإيماني. الصحوة كانت البداية لما هبّت رياح الصحوة المباركة محملة ببشائر الخير على الأمة الإسلامية طفق أبناؤها الغيورون يبحثون عن بواعث النهضة في دينهم وينقبون عن عوامل الحركة الفاعلة في مسيرتهم الإسلامية الطويلة، كما أنهم أخذوا ينقدون الدخيل على النصوص الشرعية من كلام الناس نقدا بناء فيستفيدون من الصالح ويتركون الطالح بدون تجريح لعالم أو فقيه. وقد أصاب المسلمون المفصل عندما ارتفعوا بعقيدة الإسلام وشريعته من الجدل العقيم إلى اكتناه أسرارهما التي تحرك النفوس الخامدة وتوقظ الهمم الخاملة وتحرر العقول الجامدة. وقد ذكر المفكرون الإسلاميون مجموعة من الخصائص العامة للإسلام، وهذه الخصائص هي التي تفرد الإسلام كمنهج حياة عن سائر المناهج، فهو منهج يعلو على سائر المناهج بعلو خاصيته الإلهية السماوية، وتهبط هي عنه بهبوطها إلى الوضعية الأرضية، وهذه الخصائص هي التي أعطت الإسلام بقاءه واستمراره وصلاحه لكل زمان ومكان.