ـ(157)ـ لم يكن قد بوبت هذه الخصائص قبل عصر الصحوة الإسلامية، ولكنها كانت موجودة ومستقرة في المنهج الإلهي، فأذن هي ليست إضافة إلى المنهج الإسلامي ولا تطور في مفرداته، فالإسلام قد اكتمل باكتمال الرسالة المحمدية ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا?(1). هذه الخصائص إنّما هي اكتشاف وتنظيم وتنسيق وطرح جديد، استفاد منها المسلمون في مسير حياتهم المعاصرة، وقد وعى التربويون فائدة هذه الخصائص في النمو الفكري السليم لدى الأجيال الإسلامية، فأدخلوها في مناهجهم فأتت ثمار الخير وأينعت النشاط والحركة والمودة والثقة بين المسلمين، والوعي بهذه الأهمية تعدّى الحركات والمدارس الإسلامية الخاصة التي تعنى بشؤون الصحوة مباشرة إلى المدارس الرسمية، وكانت هذه خطوة مباركة في التصحيح والتجديد الإسلامي، وأذكر من ذلك المناهج الدراسية في بلدي سلطنة عمان، فقد قررت في المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية العامة بمادة التربية الإسلامية،(2) وفي كتاب العقيدة بمعهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد(3). والحقيقة ان هذا الانتشار المنهجي لتدريس خصائص الإسلام أثمر جيلا من الشباب همه منفعة الإسلام، منفتحا على الفكر الإسلامي الفاعل، رافضا الانغلاق في دائرة الجدل المذهبي، مما هيأ أرضية إسلامية شبابية مشتركة، ليت أولياء الأمور(قادة وعلماء) يستثمرونها في صالح الإسلام العام، ويفوتون بها الفرصة على دعاة المذهبية المنغلقة. ___________________________ 1 ـ سورة المائدة 3. 2 ـ تتبع وزارة التربية والتعليم. 3 ـ تتبع وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية(سابقاً).