ـ(155)ـ ولن نصل إلى هذه الدرجة حتى يعترف اليوم اتباع جابر وأبي حنيفة ومالك والشافعي وزيد وجعفر وأحمد وغيرهم لمن يقلدهم الناس ان أئمتهم أيضاً يقفون في صعيد واحد لا مزية لأحدهم على الآخرين إلا بمقدار ما قدم من عمل خالص لله )(1). ويعلق الشيخ محمد بن ناصر بو حجام(2) على هذه النظرية بقوله: (لهذا يرى الشيخ علي ان المعرفة التي تتوفر للمسلمين عن كل مذهب، والتعارف الذي يتم بين معتنقي المذاهب، والاعتراف الذي يكون شعار كل فرد في كل المذاهب، كل ذلك يشعر الجميع انهم يسيرون في خط واحد، ويهدفون إلى غاية واحدة، وهي خدمة الإسلام ورفع كلمة الله، وبالتالي يؤمنون بضرورة الترفع عن سفاسف الأمور وعدم البقاء في دائرة الأمور الهامشية، والارتفاع إلى مستوى عظمة الرسالة)(3). اعتقد ان هذه النظرية الموضوعية كفيلة ان تصلح من شان الواقع وترتقي به إلى الأحسن، وقد قال بها أحد علماء المذهب الاباضي ولو نظرنا إلى المذاهب الإسلامية الأخرى سنجد مثل ذلك أيضاً، فإن مجال الالتقاء واسع، وهو قريب المنال لمن أراده، داني الثمرة لمن استطابه. ومن الحديث عن الواقع المر والأمل الحلو الذي ننشده ادخل إلى الحديث ­______________________________ 1 ـ الاباضية بين الفرق الإسلامية، علي يحيى معمر، ج 1، ص 5، ص 5 ـ 6، ط وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان، 1406 هـ : 1986م. 2 ـ الشيخ محمد ناصر بو حجام، كاتب وباحث جزائري، من وادي ميزاب بالجزائر، تتسم مؤلفاته ومقالاته بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية، مازال يعيش. 3 ـ الشيخ علي يحيى معمر والدعوة إلى وحدة المسلمين، محمد ناصر بو حجام، ص 34 ـ 25، ط مكتبة الضامري للنشر والتوزيع، السيب، سلطنة عمان.