ـ(154)ـ حول مواطن اللقاء وما أكثرها، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، ولا اظن اننا اختلفنا إلا في الفروع، والفروع مختلف فيها من العهد الأول للإسلام(عهد الصحابة) ولكنه كانت رحمة في ذلك العهد، فلأي شيء ندعها تكون نقمة علينا؟! والعياذ بالله. وهنا أريد ان أفصح عن نظرية علمية قال بها العلامة علي يحيى معمر(1) وهي «المعرفة والتعارف والاعتراف» وإني أدعو المسلمين جميعاً للأخذ بها، ولندع العلامة معمر يتكلم عنها:(وأنا على يقين في نفسي ان المذهبية في الأمة الإسلامية لا تتحطم بالقوة ولا تتحطم بالحجة ولا تتحطم بالقانون، فإن هذه الوسائل لا تزيدها إلا شدة في التعصب وقوة في رد الفعل، وإنّما تتحطم المذهبية بالمعرفة والتعارف والاعتراف. فبالمعرفة: يفهم كل واحد ما يتماسك به الآخرون، ولماذا يتمسكون به ؟ وبالتعارف: يشتركون في السلوك والأداء الجماعي للعبادات. وبالاعتراف: يتقبل كل واحد منهم مسلك الآخر برضى، ويعطيه مثل الحق الذي يعطيه لنفسه(اجتهد فأصاب أو اجتهد فاخطأ). وفي ظل الأخوة والسماح تغيب التحديات وتجد القلوب نفسها تحاول ان تصحح عقيدتها وعملها بالأصل الثابت في الكتاب والسنة غير خائفة ان يقال عنها تركت مذهبا أو اعتقدت مذهبا. _____________________________ 1 ـ الشيخ علي يحيى معمر من مواليد مدينة تالوت بليبيا سنة 1919 م، تلقى العلم بمسقط رأسه، ثم في جزيرة جربة التونسية، فمعهد الحياة بالقرارة(الجزائر)، ودرس في جربة ومعهد الحياة، ورجع إلى بلده ليبيا سنة 1945 م، كان نشيطا في الحقل الديني والأدبي والاجتماعي والتاريخي، لـه مقالات عديدة في الصحف والمجلات في هذه المجالات، بالإضافة إلى ذلك أغنى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات التي تزيد عن 17 مؤلفا، توفي عام 1400 هـ : 1980م.