ـ(153)ـ كلها تستقي من مصدر واحد وتصب في غاية واحدة، مصدرها الكتاب والسنة والإجماع وغايتها رضوان الله تعالى والسعادة في الدنيا والعقبى. والأساليب والطرائف تختلف من مدرسة إلى أخرى باختلاف ظروفها وحاجتها، وفي هذا العصر الذي تداخلت فيه مجريات الحياة وتشابكت مصالح الناس، علينا ان نستفيد من المدارس جميعها، ونحاول ان ننقل الخبرات من مدرسة إلى أخرى، والواجب علينا ـ أيضاً ـ احترام رموز كل مدرسة، ولا نستنكف من ان نأخذ الحق من أي رمز كان، فالحق ضالة المؤمن أين وجدها فهو أولى بها، وعلينا ان ننتصر للدليل لا للرجال، يقول العلامة أبو الحسن البسيوي:(1). (فحصت الأديان ظهرا أو بطنا فلم أجد دينا أصفى من ديننا ولو علمنا غيره خيرا منه لما سمحنا لجهنم بأنفسنا، فعلينا في عصرنا هذا وبعد زماننا ان نعتصم بحبل الله )(2). فالمؤمن لا يضره ان يترك ما في يديه ان كان في تركه لـه نجاته، كما ان عليه ان يعرض ما عنده على الآخرين حتى يستفيدوا منه، فالعلم ملك للجميع. من هذا المنطلق، فمن واجبي نحو اخوتي المسلمين ان اعرفهم بما عليه مدرسة الاباضية،(3) كما ان من واجبهم ان يعرفوني بما عليه مدارسهم، لنلتقي ____________________________ 1 ـ هو العلامة الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن علي البسيوي العماني نسبه بسبا من أعمال ولاية بهلا، تلميذ العلامة الكبير الإمام أبي محمد ابن بركة البهلوي، وأبو الحسن علامة أصولي مجتهد من أقطاب المذهب الاباضي، لـه العديد من المؤلفات، أهمها جامع أبي الحسن البسيوي، وهو من علماء القرن الرابع الهجري. 2 ـ العقود الفضية في أصول الاباضية، سالم بن حمد الحارثي، ص 169، ط وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان. 3 ـ نحن نستخدم هنا وفي غيرها من الكتابات الألقاب المذهبية للدلالة على المدارس ليس أكثر، من باب قولـه تعالى: ?وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير?« الحجرات13»