ـ(152)ـ والبناء والعمران الإسلامي، وبوحدة كلمتكم وقوة صفكم وصلابة رأيكم في الحق وتسامحكم فيما بينكم تفوتون الفرصة على أعداء الداخل والخارج. ليس مثلي من يقول لكم هذا الكلام، فأين الثرا من الثريا؟ وأين الضريح من الضراح؟ ولكنها خلجات نفس تحب الخير لهذه الأمة وتود ان ترى الأمة أمة واحدة، وكلمتها على عدوها ظاهرة، تصنع العالم وتقوده، وتضخ فيه الأخلاق العظيمة، أخلاق الإسلام والرسالة ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ?(1). وعندما رشحت لهذه المهمة من قبل مؤسستي كنت متهيبا الأمر، فهذا أمر قد تصدى لـه عباقرة الأمة وافذاذها، ولكن ما شرح صدري للموافقة على الكتابة، هو ـ أولا ـ محبتي للوحدة الإسلامية وثانيا رغبتي في التعلم من أعلام إجلاء وعلماء فضلاء وعاملين نبهاء، فالحمد لله أولا وآخرا. فرجائي ان كان هناك ما ينبغي التنبيه عليه في هذا البحث المتواضع ان تنبهوني عليه وتعلموني صوابه من خطئه وصحيحه من سقيمه ولكن بالتي هي أحسن، فليس بين أيديكم إلا طالب علم صغير. والله الموفق لما يحب ويرضى. الإسلام مدارس وليس فرقا سأكتب عن الواقعية كخاصية من خصائص الإسلام العامة في خدمة الوحدة الإسلامية، وقبل الولوج في هذا الموضوع، أريد أن أبين بأننا علينا ان نعتبر المذاهب الإسلامية مدارس وليس فرقا، لكل مدرسة أساليبها وطرائقها ومناهجها، ____________________ 1 ـ سورة القلم: 4.