ـ(138)ـ إذا قصد التقرب إلى الله، والجابي لها يرغب في الدعاء للدافع ?خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ?(66). ان الشمولية في العبادة تعطينا معنى الشمولية الأخلاقية في الإسلام وتركز في ذهن الإنسان ان يعيش لله دائماً: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ _ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ? (67) وفي رواية: من وصايا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لأبي ذر: «يا أبا ذر، إن استطعت ان لا تأكل ولا تشرب إلا لله فافعل». إن النظام الأخلاقي في الإسلام يتحلى بالصفة الواقعية، بعيدا عن التطرف الذهني والخيال المتصوف، والرياضات الباطلة، ويعلن قبوله بمبدأ حب الذات (النفس) أولا ويستجيب لكثير من متطلباتها وأهمها (الحرية)، إلا انه يضع مخططا تربويا دقيقا نلخصه بالخطوات التالية ولا يشترط فيها ان تأتي بالترتيب: أولاً: يبدأ قبل كل شيء بتعيين مركز الإنسان من الكون. فقد خلقه الله تعالى لأن يعمر الأرض من خلال ممارسة حياة اجتماعية طويلة، ووضع لـه تشريعا في سبيل ذلك. ثانياً: وعلى ضوء الخطوة الأولى ينمي في المسلم حب الله تعالى حتى يصل إلى الحد الذي يضحي بذاته في سبيله تعالى. ثالثاً: ثم يربط بين التقرب إلى الله والحياة الاجتماعية، ليكون سبيل الله يعني سبيل العمل لصالح الرسالة، وتحقيق رضا الله في الأرض ونشر تعاليمه بين الناس، وفي خدمة المؤمنين ورفع أدوائهم ونقائصهم، وإشاعة الأخلاق الحسنة، بالإضافة إلى التكامل الفردي: ?مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ?(68). ?وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ?(69).