ـ(133)ـ ويذكره بأن الكافرين يعاندون الحق لمصالحهم ? قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ?(59). ويسدد خطواته فيقول: ?عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ?(60). ويخفف عنه: ?طه _ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى?(61). وإذ يشعر المسلمون بتسديد قائدهم من قبل السماء يحسون بالمدد وتزداد عزائمهم وكذلك عندما توجه أوامر القتال أو آيات الإسناد الملائكي للمسلمين أو آيات الرضوان عنهم، عندما يشعرون بذلك، فلابد ان نتوقع منهم كل التضحيات. ومن هنا يقول في مجمع البيان: «إذا كان يأتيه الوحي متجددا في كل حادثة، وكل أمر، كان ذلك أقوى لقلبه وأزيد في بصيرته». ج ـ ويمكن ان نلتفت إلى جانب تأثير ذلك على المنافقين وخطط الأعداء الآخرين إذ تجعلهم جميعاً في حذر شديد من انكشاف مؤامراتهم الحاقدة مما يثبط عزائمهم بلا ريب. 5 ـ ظهور وجه الإعجاز بصورة أكبر: وذلك لأن القرآن نزل خلال 23 سنة متفرقا هنا وهناك، وفي حالات الحرب والسلم والأمن والخوف والنصر والهزيمة والموقف الجاد والمواقف العاطفية وهكذا، وتناول مختلف الشؤون الإنسانية، ومع كل هذا التفرق تلحظ الوحدة فيه كاملة «ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» (62). 6 ـ تركيز الاثنينية بين الله تعالى ـ موحى القرآن ـ وبين الموحى إليه وهو الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ في نفوس المسلمين. فهو تارة ينهاه عن العجلة بقراءة القرآن من قبل ان يقضي إليه وحيه، وأخرى يتدثر فتأتيه سورة «المدثر» وتأتيه سورة «اقرأ» ثم يفتر الوحي ثلاث سنوات