ـ(132)ـ إلى غير ذلك، في حين نجد القرآن على العكس من ذلك باعتبار انه: أ ـ ليس إعجازه محدوداً بزمان ومكان خاصين مما يؤكد انه معجزة الرسالة الخالدة. ب ـ انه يربي الإيمان في النفس قطرة قطرة وبكل تأن وروية، وهذا أمر تتطلبة عملية التربية الطويلة للأجيال. ج ـ انه هو الرسالة وهو المعجزة في آن واحد. د ـ إن إعجازه يرتبط بالجانب المعنوي. هـ ـ إنه يعتبر تكاملا إعجازياً للنواميس لا خرقا لها. وعلى أي حال، فإن أهم ما يميزه هو هذه الصفة التربوية الرائدة المربية للأجيال وهذه الصفة تستدعى ان ينزل القرآن بالتدريج ليصعد بالإنسان من مرحلة إلى أخرى. يقول في مجمع البيان معللاً هذا التدريج بأنه «ليكون أمكن في قلوبهم». 4 ـ لتركيز الاتصال الحسي المتواصل بالسماء ـ وهذا يلحظ من جوانب: أ ـ ان هذا التدرج يعمق في نفوسهم عنصر انتظار المساء ورأيها في كل حادثة مما يطبع حياتهم بطابع الصياغة وفق أوامر الله. وهكذا تكون الآيات القرآنية أوامر سماوية يتلقاها المسلمون كما يتلقى الجنود الأوامر اليومية. ب ـ خلق الصمود والعزة والأمل في نفوس المسلمين باعتبار انهم يشعرون ـ حسياً ـ بأن جبار السماوات يسندهم وهو معهم يسدد خطواتهم، فينطلقون مجاهدين باذلين كل ما يملكون في سبيله، فنجد القرآن العظيم: تارة يسلي النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ويأمره بالصبر ?فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ?(56). ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ?(57). وينهاه عن الحزن ?وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ?(58).