ـ(131)ـ ان الفهم يحتاج إلى فرصة كافية ليتعمق المسلم في معاني الآيات وخصوصا إذا تنبهنا إلى ان العملية تبدأ من الصفر. يروي ابن مسعود: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن». ومن علل التدرج التي يذكرها مجمع البيان قولـه: «ويكونوا اقدر على التأمل والتفكر فيه» ولذا كان من الضروري ان ينزل تدريجاً. ان عجزهم عن الفهم ينتج شيئين: اما الانبهار بالعظمة ـ والانسياق الأعمى وراءه. وهذا ما لا يريده الإسلام، لأنه استهدف تربية المسلم الواعي الرصين العقيدة لكي يحق لـه ان يحمل العقيدة للأرض. ولا يريد ان يتحول إلى مذهب طوبائي ينفذ اتباعه ما يريده بلا وعي. أو التوقف والتملص من هذه العملية بكاملها. وبتعبير آخر، فإن القطرة قطرة هي التي تؤثر تماماً والدفعة تغرق ـ كما يقولون ـ. 3 ـ تركيز التربية في النفوس ـ فإننا لاحظنا الفروق بين المعجزة الإسلامية الخالدة «القرآن» وباقي المعاجز التي جرت على أيدي الأنبياء عرفنا ان تلك المعاجز كانت تتصف بما يلي: أ ـ المحدودية الزمانية والمكانية. ب ـ إنها تجعل الإنسان أحياناً أمام أمرين لا ثالث لهما، اما الإيمان وإما العذاب والضلال التام، وهذا مما قد ينتج الإيمان الإجمالي. ج ـ الانفصال بين الرسالة والمعجزة التي توفر السند لها. د ـ ان أكثرها بل كلها ترتبط بجانب الأعجاز المادي. هـ ـ إنها تعتبر خرقا للنواميس الطبيعية.