ـ(666)ـ الجبارة التي بذلها الإمام الخميني (قدس سره) وأبناء الإسلام في إيران لتكون مثالا يحتذى وتعبيرا واقعيا عن حيوية الإسلام وقيمومته على حياة الإنسان في كل عصر وزمان، في حين لم تثمر جهود المتغربين وأسيادهم إلا الاستبداد والظلم السياسي والاجتماعي والذي تنوء منهما الأمة في أغلب بلدانها حيث نمت في ظلال التجزئة والفكرة القومية وجنت ثمارها في الدولة الإقليمية وحكومة الحزب الواحد ودكتاتورية الفرد الصنم، فضلا عن الفساد الاجتماعي والفقر والحروب التي تشنها هذه الدول على بعضها بحجة الحدود أو غيرها، والكويت شاهد قريب، وقد عبرت الجمهورية الإسلامية في إيران بمواقفها المبدئية إزاء قضية أفغانستان عن روح الاخوة الإسلامية كمبدأ أساسي من مبادئ الرسالة الإسلامية، وكذا في مواقفها تجاه الدولة الإسلامية الأخرى. وعليه فـ «الإسلام كدين، أو كشكل من أشكال عبادة خالق هذا العالم الذي لا خالق سواه، لا يمكن ان يترجم إلى حقيقة واقعة إلا إذا كان ذلك في إطار سياسي يخضع لهدى الله، ولا يسع المسلمين ان يعبدوا الله وان يقيموا الصلاة إلا حين يغدون رعايا مخلصين لدولة إسلامية» (1). أقيمت وفقا لمبادئ الإسلام وحكمتها في جميع شعب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وهكذا يتضح لنا ان تلك الاشكالات ما هي إلا ترديد لصدى دعاوى الوضعية الغربية وتقليد لما هو شائع في الغرب، فلا يظهر لنا عمق وعي هؤلاء بالواقع الإسلامي وطبيعة مجتمعه ولا يعكس لنا إدراكهم لقوة الآصرة التي تربط المجتمع الإسلامي برسالته وعقيدته، وان التأمل في واقع التجربة العلمانية في العالم ________________________________ 1 ـ تليمان ناجل، نظرية الدولة في الإسلام، بحث مقدم إلى ندوة منظمة اليونسكو عن الرؤية السياسية والأخلاقية في الإسلام 1982 ـ ص 90.