ـ(665)ـ العلمانيون والدولة الإسلامية تعداهم الاثارات والاشكالات التي أثيرت من قبل العلمانيين هي المشكلة الخاصة حول علاقة الإسلام بالدولة أو بعبارة أخرى علاقة الإسلام بالسياسة، وقد حمل هذه الإثارة كتاب صدر بعد حوالي عام من إلغاء الخلافة في تركيا (1924) والكتاب هو (الإسلام وأصول الحكم) لـ (علي عبدالرزاق) والفكرة الأساسية في هذا الكتاب هي ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ,إلا رسولا لدعوة دينية خالصة وتشوبها نزعة ملك ولا دعوة لدولة» و«ان الإسلام وحدة دينية وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا إلى تلك الوحدة، واتمها بالفعل قبل وفاته». ويرى علي عبدالرزاق «ان الرسالة لذاتها تستلزم للرسول نوعا من الزعامة في قومه والسلطان عليهم ولكن ذلك ليس في شيء من زعامة الملوك وسلطانهم على رعيتهم فلا تخلط بين زعامة الرسالة وزعامة الملك» (1). ومن ثم ان هذه الفكرة أخذت تشغل مساحة كبيرة في خطاب العلمانيين بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم الفكرية محاولة منهم للتركيز في الذهنية الإسلامية ان الإسلام دين طقوس وعبادة كما هو حال الديانة المسيحية بغية تحقيق ما يصبون إليه من توسيع دائرة نفوذ أفكارهم الدخيلة والمأخوذة عن مذاهب مادية غربية كانت أو شرقية، غير ان جهود علماء الإسلام وأبناءه الغيارى قد حالت دون تلك المحاولات والتي ترمي إلى طمس معالم الرسالة الإسلامية ومبادئها السامية، وقد توجت تلك الجهود باتساع المساحة التي شملتها الصحوة الإسلامية داخل العالم الإسلامي وخارجه، ومن ثم قيام الدولة الإسلامية المباركة بالجهود ________________________________ 1 ـ علي عبد الرزاق، الإسلام وأصول الحكم، طبع بيروت 1966: ص 83 وما بعدها.