ـ(660)ـ طرق وأساليب انتشار العلمانية اختلفت وتنوعت الأساليب التي اتبعها إنسان الغرب لنشر العلمانية في العالم الإسلامي، وان هذا التنوع والاختلاف في الأساليب والطرق يشير إلى المهمة الصعبة والمواجهة العنيدة من قبل الواعين من أبناء الأمة الإسلامية خاصة والغالبية من المسلمين عامة، غير ان ذلك لا يعني إحكام نقاط النفوذ والانتشار ومنعه من بلوغ أهدافه فكانت هناك فئات وحكام ذيليين اعتلوا سدّة الحكم بالغلبة وبمعونة الاستكبار كانوا الطريق الأوسع لتقبل أفكاره ونشرها خصوصا إذا ما لحظنا ان الصحافة والسلطة كانت هي المتبنية والداعية لهذه الأفكار. أ ـ المدارس والجامعات التبشيرية: كان لنشاط البعثات التبشيرية دور بارز في نشر العلمانية، وكان لمدارسها وجامعاتها التي أنشأتها في الوطن الإسلامي في (سوريا ولبنان ومصر وفلسطين والسودان) أهمية خاصة في هذا المنحى حيث تدرس فيها الثقافة والفكر الغربي، وكان أبناء الأقلية المسيحية طلائع الاتصال بالثقافة والفكر الغربي، ومن ثم كانوا أقلاماً تروج الأفكار العلمانية في الصحف والمجلات، بل ألف البعض في ذلك كتباً ضمنها هذه الأفكار والمبادئ، ومن هؤلاء (شبلي الشميل «1850 ـ 1917م» وفارس نمر«1856 ـ 1951» والذي انشأ مجلة «المقطم والمقتطف» بمساعدة يعقوب حروف «1852 ـ 1927»، وكانت هذه المجموعة معروفة بميلها الشديد للاستعمار والمد الغربي، وكانت تتبنى في الوقت عينه مختلف أنواع الدعوات التي ينادي بها ويرفع شعارها الاستعمار الثقافي(1). ________________________________ 1 ـ نفوسه سعيد، تاريخ الدعوة إلى العامية في مصر ـ ص 44.