ـ(661)ـ وكانت إحدى وسائلها والتي تبنتها مجلة (المقتطف) الدعوة إلى العامية في وجهة اللغة العربية الفصحى فهي لغة القرآن دستور الدولة ومنهج الحياة وبذلك يتم أبعاد المسلمين عن كتابهم وأحكامه ومبادئه. ب ـ التعدد الديني في العالم الإسلامي لقد كرّس إنسان الغرب الاستعماري جملة من المشاكل السياسية والدينية والاجتماعية لإضفاء أهمية خاصة للعلمانية وربطها بتقدمه وتخلف العالم الإسلامي، ومن ثم محاولة إثارة هذه المشاكل في أحايين كثيرة في العالم الإسلامي ومن أهمها مسألة التعدد الديني والطائفي «وهو تعدد ناجم عن مسار تاريخي لتلك المنطقة بالذات وللطبيعة السمحة للدعوة الإسلامية، لا سيما فيما يتعلق بالديانتين المسيحية واليهودية، لذلك لعب الاستعمار على أوتار مشاعر الأقليات الدينية والطائفية خلال الحكم العثماني» (1) وقد توج مساعيه بالدعوة إلى إقامة نظام ومجتمع علماني، يساوي بين جميع المواطنين دون النظر إلى الدين والجنس حيث تتحول العصبية الدينية إلى إطار موحد للامة، تتآلف فيه طبقات الناس تبعا لنموذج يحاكي أعضاء الجسم وحاجاته وتلتئم بفعل قوة حيوية تقوم به. وقد لعبت تلك الطوائف دورا بارزا في خدمة الاستعمار خصوصا فيما يتعلق بالترويج للأفكار والثقافة الغربية، فكما كان للبعثات التبشيرية دورها في هذا الاتجاه، فقد كان للماسونية ومحافلها المنتشرة في بلدان العالم الإسلامي دورا لا يقل عن دور البعثات إن لم يتجاوزه في مفاصل أخرى ذات اثر كبير في إنشاء ________________________________ 1 ـ العلمانية في الإسلام، م. س ـ ص 59.