ـ(659)ـ لا تربطهم بالإسلام إلا الاسم والانتساب إلى الموطن، فمنهم من مزق القرآن الكريم وهو ثمل، وآخر رمى بيت الله بالمنجنيق وآخر احرقه، وآخر أعمل السيف في رقاب المسلمين، ونفى وهجر وسجن الأخيار لأنه لا يستقيم أمره وملكه إلا بذلك (1) وآخر.. وآخر.. ثم لم تنته هذه الأحداث والظواهر في عصورها بل امتدت بفضل كتاب تاريخ السلطة ورعاظها ثم أخيرا لتعاد كتابة تاريخنا ولكن ليس بأقلام المبدئيين بل بأقلام اما غربية أو مأجورة لهم أو ربما أعيد كتابة فصل منه بأقلام من بهرته مدنية الغرب وزخارفها»(2). 2 ـ الجهل بالمفاهيم والمبادئ الإسلامية، والذي هو نتيجة للسبب الذي سبق ذكره ولعوامل ومداخلات أخرى ولعدم تمثل المبادئ واقعاً محسوسا يشع للآخر التطبيق الواعي بعد تجربة الرسول الأعظم خلال فترات وجيزة من تاريخنا الإسلامي والتي عملت الأقلام المأجورة في تشوييها وسيكون لتجربة الدولة التي أقامها السيد الخميني (رض) ـ الجمهورية الإسلامية ـ الدور الأكبر في عكس الوجه المشرق لمبادئ الرسالة الإسلامية، كما ان الصحوة الإسلامية التي نعيشها اليوم بحالتها الاطرادية سيكون لها دور في إبراز وتعميم مفاهيم الإسلام لتجاوز الركام الذي خلفته عصور الاستبداد والطغيان. ________________________________ 1 ـ ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، وتاريخ الطبري، ج 3، ج 4 أحداث السنوات (41 ـ 64هـ) و (72 ـ 79 هـ). 2 ـ عمر فروخ التبشير والاستعمار، إدوارد سعيد، الاستشراق. د. محمد البهي، الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار.