ـ(658)ـ لقيصر لقيصر». ثانياً ـ عوامل داخلية: وهي ما تختص بالظروف الموضوعية المتعلقة بالعالم الإسلامي وسقوط الدولة العثمانية وتجزئة العالم الإسلامي من جهة، ومنها ما يتعلق بالوعي بمبادئ الرسالة الإسلامية وما حمله التاريخ من زيف في واقع التجربة الإسلامية وابتعاد الخلفاء والسلاطين عن تحكيم الإسلام والتوجه إلى حياة الترف واللهو ولم يكن للإسلام في حياتهم دور سوى الاحتماء بغطاءه ولبس عباءته لإضفاء الشرعية على سلطانهم وكياناتهم التي شوهت التاريخ الإسلامي ومبادئ الرسالة السمحاء، ثم كانت الدراسات الاستشراقية والبعثات العلمية إلى بلدان أوروبا والغرب، فتتلمذ المسلمون لدراسة تاريخهم على أساتذة اما يهود أو مسيحيين يحملون مختلف التوجهات الفكرية المعادية للإسلام والمسلمين، كل هذه الأمور وسواها كان لها الدور في انتقال فكرة العلمانية وغيرها من المذاهب والعقائد كالوجودية والشيوعية والأفكار القومية إلى بلدان العالم الإسلامي، وظهور فكرة فصل الدين عن السياسة والدولة والتعامل مع الإسلام كتراث إنساني اسهم يوم ما في بناء وتشييد حضارة الأمة وساهم في الحضارة الإنسانية أيضاً، وليس لـه ان يؤدي ذات الدور في بناء الأمة والإسهام في حضارة الإنسان المعاصر لما استجد من اكتشافات علمية وتقنية ولتعقد الحياة كما يزعمون. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق ان سببين رئيسيين ساهما في ما نحن فيه الآن وموقف الغالبية من الرسالة الإسلامية ومقارنتها بظروف الكنيسة وأوروبا وما حدث هناك وهما: 1 ـ الانحراف في واقع التجربة وتولي قيادة الأمة الإسلامية أشخاص