ـ(656)ـ العوامل والأحداث تحت عنوانين رئيسيين هما: أولا ـ عوامل خارجية: وهي ما يتعلق بالغزو الثقافي والفكري الذي عبر عن عداء سافر بين الغرب والإسلام بتحريك ودفع يهودي يضم إلى الشعور بالنقص الذي يختزنه إنسان الغرب تجاه الإسلام وتاريخه المشرق منذ الحروب الصليبية والى يومنا هذا... ونجد إشارات كثيرة وصريحة حول نجاح إنسان الغرب في النفوذ إلى الساحة الإسلامية مؤثراً في اتجاهات مختلفة تمهيداً لقبول وتبني الفكر الغربي بتوجهاته المتعددة، فالمستشرق (هاملتون جب) يقول في كتابه (وجهة الإسلام): «لقد استطاع نشاطنا التعليمي والثقافي عن طريق المدارس العصرية والصحافة، ان يترك في المسلمين ـ ولو يوضح من غير وعي منهم ـ أثرا يجعلهم في مظهرهم لا دينيين إلى حد بعيد»(1). وهكذا حتى يصير المسلم داعيا إلى الغرب متحمساً لمثله وعاداته أكثر من تحسمه لأخلاقه الإسلامية، وقد لاحظ ذلك المستشرق (موروييرجر) بقوله: «أما الآن فقد قبلت التأثيرات الغربية في الشرق الأدنى إلى درجة تجعل من الصعب التحقق من أجرئ قد ذهب أو لم يذهب إلى أوروبا مثلا، فقد أصبح العرب متغربين بدون ان يتكلفوا عبأ الذهاب إلى أوروبا»(2). وربما تكشف هذه النصوص وسواها إلى مدى المام هؤلاء الغربيين بتاريخنا وإسلامنا فكانت نفوذيتهم وتأثيرهم في الواقع الإسلامي، ونشر أفكارهم الهدامة ________________________________ 1 ـ إبراهيم نعمة، المسلمون أما تحديات الغزو الكفري، طبع العراق، 1406 هـ: ص 55. 2 ـ د. محمد علي جريشه، ومحمد شريف الزيبق، أساليب الغزو الفكري، ط 1، 1397 هـ ص 95.