ـ(655)ـ الناس يتضاءل رويداً رويداًُ، وحلت حرية الضمير في كل مكان» (1). فكان لكل هذه القضايا دور بارز في تصوير الكنيسة كعائق أمام التقدم العلمي والتطور الاجتماعي يصعب على الإنسان الأوروبي بلوغها دون تحطيم هذا العائق وكسره للتخلص من نفوذ وسيطرة الكنيسة والتحرر من سلطانها وأخيراً حجزت وكبلت الكنيسة في الأديرة فليس لها سوى القيام بمراسم الزواج ودفن الموتى والرهبنة ولينطلق الإنسان الأوروبي بفكره قاطعاً صلته بالسماء، مخططاً ومنظما لحياته السياسية والاجتماعية والثقافية مبتدعاً مذاهب وعقائد منهج حياته وفقا لها وليس للكنيسة ورجالها من دور يذكر في كل ذلك، وهكذا حلت مشكلة الصراع بين الدولة والكنيسة وجعلت سلطة الكنيسة في دائرة خاصة وجعلت سلطة الدولة شاملة لكل ما يتعلق بشؤون المجتمع السياسي، وهكذا ولدت العلمانية في مواجهة الكنيسة، فغدت سمة الدولة في أوروبا (3). العلمانية، والعالم الإسلامي لقد ساهمت جملة من العوامل والأحداث إلى تبني فكرة العلمانية في العالم الإسلامي في الفترة قبل وبعد سقوط الدولة العثمانية، وقد تبنتها كثير من الدول الإسلامية وسعت جادة في تطبيقها وإبعاد المبادئ الإسلامية عن الحياة السياسية والحياة الاجتماعية ومن ثم تبني برامج لعلمنة التربية والتعليم والقانون ومحاولة إشاعة مفاهيمها في الإطار الأوسع من المجتمع الإسلامي ليشمل قيمه واخلاقيته التي أسستا على وفق التصور الإسلامي للحياة، ويمكن ان نجمل تلك ________________________________ 1 ـ ترجمة، محمد خليفة التونسي، بروتوكولات حكماء صهيون، بروتوكول 3: ص 201. 2 ـ شمس الدين، العلمانية، م. س: ص 151.