ـ(654)ـ فكرة العلمانية وغيرها. رابعاً: الكنيسة والاضطهاد الديني كان اضطهاد الأقليات الدينية مظهراً لصراع طويل ونزاع مرير بين الكنيسة الكاثوليكية والتي كانت أكثر اتباعاً ومركزية من البروتستانتية والتي لم تكن عقيدة جامعة لكل مسيحيي أوروبا، الأمر الذي أدّى إلى نشوب حرب اشتعلت في كافة المناطق التي يكثر فيها التواجد الكاثوليكي والبروتستانتي لتشكل فيما بعد عاملاً هاما للمناداة بفصل الدين عن الحياة السياسية، وتعزز هذا الفصل بالدور الذي لعبه اليهود والذين كانوا يمثلون أقلية في الأقطار الأوروبية فسعوا أولا إلى تأييد العلماء المضطهدين من قبل الكنيسة، ومن ثم جاء التآلف مع البروتستانت ـ أقلية أيضاً ـ ضد العدو المشترك الكاثوليك، ونتيجة لذلك سعى اليهود إلى محاربة المد المسيحي وفصله عن الحالة السياسية من خلال المناداة التي لقيت الترحاب من قبل مختلف الفئات وممثلي السلطة للتخلص من سلطة الكنيسة بشعار «اسمحوا لكل الأديان ان تعيش في وطن واحد، وبهذا يعطون اليهود الصفة الشرعية لوجودهم»(1) مع تقليص نفوذ الكنيسة وإبعادها عن التدخل في الشؤون الاجتماعية والسياسية. ففي قيام دولة دينية ضرب لمصالح اليهود ومشروعهم في السيطرة على العالم، فقد جاء في بروتوكولات حكماء صهيون ما يعزز هذا التوجه لدى اليهود «... وقد بدأت ثمار جهودنا تؤتي أكلها إذ أخذ ذلك النفوذ الديني العظيم على ________________________________ 1 ـ فؤاد زكريا، العلمانية النشأة والأثر، طبع بيروت: ص 35.