ـ(653)ـ التوجه الفكري لرجال القومية وطرح فكرة العلمانية بديلا لسلطة الكنيسة ومفاهيمها عن الإنسان والكون والمجتمع. ثالثاً: الكنيسة وتعاليم المسيح عليه السلام إن ما ادخله رجال الكنيسة من إضافة أو تحريف في تعاليم المسيح عليه السلام يعد بحق العامل الأول والمهم بما خلفه من أثر بالغ في تفكير المجتمع الأوروبي وموقفه تجاه الكنيسة ورجالها والذي كان من نتائجه ظهور المذاهب والعقائد البشرية وبالتالي فقدان الكنيسة تأثيرها ودورها في الحياة العامة، مما فتح الطريق للأفكار الأخرى لتأخذ طريقها إلى المجتمع دون ممانعة نفسية أو عقلية بل أصبحت فيما بعد هي المرجعية الفكرية للمجتمع الأوروبي عامة. فقد أدخلت الوثنية والشرك وابتداع فكرة صكوك الغفران كوسيلة ناجحة اتخذتها لجمع الأموال والثروة على حساب تعاليم المسيح عليه السلام وما جاء به من قيم نبيلة للارتفاع والسموّ بالإنسان نحو الحق سبحانه وكان من أكثر الذين تركوا بصماتهم على تلك التحريفات (قسطنطين الثاني) الذي أعلن نفسه وصياً على الكنيسة وكانت ولادته عام 315 م وقد نازعه على الحكم اخوة قسطنطين الأول. فقتله(1). وان قسطنطين هذا ممن ساهم في إدخال الوثنية والشرك وكان ممّن لا يحفل بالدين فقد قضى حياته في الظلم والفجور ولم يتقيد بأوامر النصراينة (2). فان ذلك كله أسهم في خلق العداء وتناميه ضد الكنيسة وفتح الباب على مصراعيه لقبول ________________________________ 1 ـ العلمانية في الإسلام، م. س ص 31. 2 ـ أبو الحسن الندوي، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟ / ص 167 بتصرف.