ـ(651)ـ الإسلامي. ثانياً: موقف الكنيسة من السلطة لقد تأسس وفقاً لرؤية الكنيسة فكرة فصل الدين عن الدولة حيث اعترفت الكنيسة بوجود سلطة الله، وسلطة قيصر، وقد طغى سلطانها على جميع ميادين الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية في أوروبا بشكل خاص وفي جميع العالم المسيحي بوجه عام فكانت الكنيسة طيلة فترة العصور الوسطى المسيحية بصورة مباشرة وغير مباشرة، تكاد تكون صاحبة السلطان المطلق على كل شيء، فلها ـ بما هي مؤسسة دينية ـ سلطان مطلق على روح الفرد وعقله، من حيث انها تمثل سلطان الله على الأرض. فبذلك تكون لها سلطة على المجتمع ومؤسسته السياسية المتمثلة في الدولة والإمارات الإقطاعية(1). وكانت تمارس سلطتها على الفرد بشكل مباشر في حين ان سلطتها على المجتمع والمؤسسة السياسية تمارسها تارة بصورة مباشرة عن طريق الأراضي والاقطاعات الكبيرة التابعة للكرسي البابوي كما تمارس سلطتها بصورة غير مباشرة عن طريق السلطة السياسية. وكان للكنيسة في حقل المجتمع ومؤسسته السياسية تأثير كبير في إضفاء صفة الشرعية على ممثلي السلطة السياسية كما كانت تمارس تدخلا مباشرا في كثير من الحالات في عملية التشريع القانوني للفرد والمجتمع والسلطة السياسية، ________________________________ 1 ـ العلمانية ـ الشيخ محمد مهدي شمس الدين ـ طبع بيروت، 1980، ص 135.