ـ(648)ـ لم يصدر عن ذلك المصدر الديني ـ أي الكنيسة ـ فهو باطل تجب مقاومته بكل ما يستطاع»(1). ولذا أعدم غاليلو لأنه ذهب إلى ان حركة الكواكب هي وفقا لنظام معلوم لا كما تدعي الكنيسة، وقد كان التعليم محصور في الأديرة، ومنعت الكنيسة ان ينشر العلم بين العامة إلاّ ما كان دعوة إلى الصلاح وتقرير الإيمان على وجه ظاهر، وبقي غير القسيسين في جهالة حتى بأمور الدين وحقائقه وأسراره(2). فالعبادة كما يصورها الإنجيل إيمان وصلاة فحسب وهي الطقوس التي تؤدي يوم الأحد في الكنائس، فهذه الظواهر وغيرها أدّت إلى الفصام النكد بين الناس عامة والكنيسة، فلاغرو ان تنتشر أو تنشأ في مثل هذه الظروف أفكار أو رؤى تدعو إلى الفصل بين الدين والسياسة، وتتمظهر في فكرة العلمانية أو الوجودية أو الماركسية أو سواها من الأفكار التي جرت الويل والحروب على الإنسان منذ أمد طويل، ويمكن ان نجمل مجموعة من العوامل التي أدت إلى ظهور العلمانية: أولاً: موقف الكنيسة من العلم ان العامل الأول والأهم في ما حصل من قطيعة بين المجتمع الأوروبي وسلطة الكنيسة يعزى إلى موقفها من العلم والعلماء حيث نشأ نزاع حاد ومرير من خلال سلسلة الاضطهادات التي ابتلي بها رجال العلم بدوافع دينية سوّغت لها ________________________________ 1 ـ الشيخ محمد عبده، الإسلام والنصرانية: ص 40. 2 ـ الشيخ محمد عبده، الإسلام والنصرانية: ص 33.