ـ(646)ـ في تميزهم عن الاكليروس(1). وعليه فان دعوى من يذهب إلى ان العلمانية من العلم غير صحيحة، وأنها دعوى هادفة وبقصد التضليل فتلك جذور اللفظ في لغته تشير إلى عامة الناس مقابل رجال الكيروس أو رجال الكنيسة تميّزاً لهم وبالتالي فهي تمييز بين سلطة روحية وسلطة مدنية هي الولاة والأمراء. والعلمانيون يحكمون بوجه عام العقل ويراعون المصلحة العامة دون تقيد بنصوص أو طقوس دينية، ولذا كانوا في خلاف مع الكنيسة ورجال الدين(2). وان واقع التجربة الأوروبية يعد مظهرا لذلك، كما ان دعاة العلمانية والفكر القومي في العالم الإسلامي مظهراً آخراً للدعوة لفصل الدين عن الدولة والسياسة وانتهاج رؤى الآخر في الدولة والحياة الاجتماعية. فالعلمانية اذن جاءت وليدة لصراع طويل بين السلطتين الدينية والدنيوية في أوروبا ـ وفقا لاصطلاح العلمانيين ـ واستهدف فك الارتباط بينهما واعتماد فكرة الفصل بين الدين والدولة. نشأة العلمانية احتد الصراع في القرن الوسطى بين الكنيسة ورجالها من جهة وبين القوى ________________________________ 1 ـ د. عزيز العضمة، العلمانية من منظور مختلف، ص 18، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1992. 2 ـ معجم العلوم الاجتماعية، وضع مجمع اللغة العربية، القاهرة، 1975 (علماني)، ود. محمد البهي، العلمانية والإسلام، ص 8.