ـ(645)ـ الأوساط في العالم الإسلامي، وربما يعود تاريخ استعماله وتداوله في الأدبيات السياسية والاجتماعية إلى قبل سقوط الدولة العثمانية، وتقسيم العالم الإسلامي وتبعيته للاستكبار الأوروبي، فكان بذلك دويلات وأقطار. وقد حملته لنا أقلام دعاة التغريب(1) والفكر القومي، (2) ممن بهرتهم مدنية الرجل الأبيض وتأثروا بفكره وحياته وعملوا جاهدين إلى نشر آراءه وأفكاره في الوسط الإسلامي من أجل توسيع الهوة بين الأمة وعقيدتها وفكرها. ان مصطلح (العلمانية) هو نسبة ـ غير قياسية ـ إلى العلم، بمعنى العالم، والعلماني هو الذي يتبناها فردا كان أو جماعة أو مجتمعا (3). وفي المعجم الوسيط (العلماني: نسبة إلى العلم بمعنى العالم وهو خلاف الديني، الكهنوتي) (4). يعود أصل كلمة العلمانية إلى اللغة اللاتينية، فهناك عبارة Secularism المستقاة من الكلمة اللاتينية Saeculum والتي تعني لغويا الجيل من الناس والتي اتخذت بعد ذلك معنى خاصا في اللاتينية الكنسية، يشير إلى العالم الزمني في تميزه عن العالم الروحي، وقد اعتمدت هذه العبارة في البلدان البروتستانتية عموما، اما في البلدان الكاثوليكية، فقد استخدمت عبارة اللائيكية Lsicite المشتقة من العبارتين اليونانيتين Laos أي الناس، و Laikosg أي عامة الناس ________________________________ 1 ـ يراجع؛ سلامه موسى، اليوم والغد القاهرة: المطبعة العصرية 1927، ص 12. 2 ـ ساطع الحصري، الأعمال القومية لساطع الحصري، سلسلة التراث القومي (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1985، ص 1390 ـ 1391). 3 ـ د. محمد عمارة، الدولة الإسلامية العلمانية والسلطة الدينية، دار الشروق، بيروت 1988، ص 168. 4 ـ المعجم الوسيط، ص 624 (العلماني).