ـ(634)ـ غير صورته عند فصائل الصحوة الإسلامية المعاصرة التي هي بدورها ليست تيارا واحدا ابتداء من الأخوان المسلمين إلى جماعة التكفير والهجرة فأي صورة للإسلام تمثل الإسلام الصحيح؟ وعزّ على العلمانيين ان يقصدوا التيار الواعي المعتدل الملتزم الذي يمثله الجمهور الأكبر للصحوة وللحركة الإسلامية المجيدة وهو المعبر عنه بـ«تيار الوسطية الإسلامية»(1). وإيجاد هذا التيار الموجود معالمه في الأواسط الإسلامية بحاجة إلى تهيئة المناخ العلمي مستفيدين من معالم الإسلام والثروة الفقهية الكبيرة والمعارف الحقة الإلهية على تعداد مدارسهم ومشارب علماء الإسلام. وعبر هذا الوعي في النخبة الإسلامية انتهز بعض العلمانيين فرصة الترجمة الخاطئة لكلمة العلمانية وجعلوها مرادفة لـ«العلمية» ليدللوا على ان استعمال العلمانية هو في العلم والعقل وبالتالي ليلصقوا بالإسلام ضديته العقلية والعلمية. وهذه مغالطة أخرى منيت بها لاسدال الستار على معتقداتها وقيمها غاضين النظر عن كثرة النصوص الإلهية على استعمال العقل والعلم كما هو واضح في صريح جملة كبيرة من الآيات القرآنية الشريفة. ?أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ? ـ الحجّ 46. ?إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ? ـ يونس 68. ونأتي بشاهد في هذا المجال إذا لم يقنعوا بأقوالنا فهذا الكتاب الماركسي ________________________________ 1 ـ وانظر أيضاً: الإسلام والعلمانية وجها لوجه: 34 ـ 35.