ـ(633)ـ هكذا يغالط الدكتور في نظرياته العلمانية ولا يعرف ان معظم اشكالات العلمانية كانت مناشئها غربية كانت ترد على الدين المسيحي. ولتوضيح مغالطته نذكر بعض الملاحظات: فان القانون الإلهي كيف نقلب بشري بمجرد تطبيقه وتفسيره؟ فان مرحلة التفسير والتطبيق ماهي إلا بمثابة تفسير وشرح لمتن نازل فلا يمكن ان ننسب متن ما إلى شراحه ومفسريه. مضافاً ان نزول الكتب والشريعة معناه صيانة القانون من النزعات البشرية والأهواء الشخصية. وان سلم ان التفسير والشرح يضفي على الشريعة الإسلامية طابعا بشريا لكن لو كان المتن إلهياً سوف يضفي على القانون المفسر صبغة إلهية وان كانت ضئيلة وناقصة وبتكامل الذهنية البشرية سوف يستوحي شراح الشريعة ذلك النفس الإلهي وتلك المتون الأصلية. على ان المتون الإلهية كانت تتوخى مخاطبة العقل البشري باختلافاته وراعت في خطابها أن يفهم البشر ويفسرون ما ورد عليهم من الشرع وكان هذا نوع ارتباط بين المتن الإلهي والشرح البشري أعطى الشارع المقدس نوع شرعية لشارع ومفسر النص. ولم تقف المشكلة عند هذا الحد وإنّما برزت مشكلة أخرى وهي: لو كان الإسلام ليس هو التاريخ ولا الواقع التطبيقي بل هو الإسلام المثالي كما تصوره النصوص الشرعية فشرح وتفسير البشر سوف يحصل لنا صورة عن الإسلام غير معينة المفاهيم والحدود. فصورته عند التقليديين المحافظين غير صورته عند المجددين المجتهدين