ـ(632)ـ كما دينت تنظيمات دينية متطرفة مثل التكفير والهجرة وقال: «ان الفرق بين الاثنين هو ان الاولين «الدينيين» شباب مندفع، سلك طريقه على سبيل الخطأ وان الآخرين شيوخ مجربون ـ بعضهم محترفون ـ اتخذوا مواقعهم عمدا ومع سبق الإصرار والترصد. قال: وليس في الأمر مبالغة، فنحن نستطيع ان نرص ـ خلال العامين الآخرين على سبيل المثال ـ فريقا من هؤلاء فريّع جهده، ونذر نفسه للنيل من الشريعة وتسفيه التجربة الإسلامية وتحقير التاريخ الإسلامي ورمزه»(1). هكذا ربي العلمانية كادراً عرف من أين يأخذ بأنفاس الأمة الإسلامية حتى في اصغر المسائل فهذا الدكتور فؤاد زكريا يكتب مقالاً تحت عنوان «المسألة الدينية في مصر المعاصرة» فنراه حتى في عنوانه لهذا المقال يتوخى تزريق معظم المفاهيم للإطاحة بصرح الإسلام. فيعبر بـ «المسالة الدينية» ليوحي للقارىء ان الدين مسألة من مسائل الحياة التي تشغل الناس فترة من الزمن وكذلك يسميها بالمسألة الدينية وليست الاسلامية. حرصاً منه على إبعاد كلمة الإسلام عن قاموس العلمانية واستخدم كلمة «الدين» وذلك لتثبيت المعنى الدخيل المستورد وهو التفريق الجازم بين ما هو دين وما ليس بدين. بالإضافة إلى خطورة عنوانه زعم ان كل ما هو الهي، ينقلب بشريا صرفا بمجرد تفسيره وتطبيقه ومعنى هذا انه لا فائدة ولا مبرر ان ينزل الله للناس كتابا أو يلزمهم بشريعة يبعث بها رسولا (2). ______________________________ 1 ـ راجع: الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه ـ 10، عن جريدة الأهرام 2/9/1986 م. 2 ـ راجع الدكتور يوسف القرضاوي: الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه ـ 7 ـ 8.