ـ(631)ـ وبالنسبة للدول العربية الأخرى فقد تولدت حركة تنويرية في العراق في أواخر القرن التاسع عشر ولكنها لم تؤد إلى حركة اجتماعية جادة. أما البلاد العربية الأخرى فلم يبدأ العمل التنويري بها إلا في القرن العشرين(1). وعي علماء الدين في مواجهة الفكر العلماني: العلمانية في صراعها مع الإسلام كانت مخطئة في مبانيها العلمية والعقلية وهي لم تعرف الصرح الإسلامي وتصورت ان التجربة التي عاشتها في الغرب سوف تتكدر في المد الإسلامي الكبير وسوف تستطيع ان تعمل أسسها مرة أخرى. فخلطت بين قواعد منهجية في الإسلام وبالتالي لم تستطع ان تضع منهجية مبرمجة لمشاريعها وما توخته من أساليب لغزو الأمة الإسلامية. فقد خلطت بين الدين والأسس الإسلامية وبين الدين المسيحي أو بين الدين المسيحي المحرّف وبين الدين المسيحي الصحيح. ولكن مع كل ذلك فقد جرّت العلمانية الويلات إلى أبناء الإسلام ولازالت مخالبها في بدن الإسلام وبين آونة وأخرى نرى تحركاتها لمواجهة الثقافة الإسلامية. وقد أشار إلى هذه المؤامرة المدبرة الكاتب المسلم اليقظ الأستاذ فهمي هويدي في مقالاته التي تنشر في «الأهرام» وفي عدد من الصحف القريبة في الأردن والخليج.. ونبه على ان هناك «تنظيمات متطرفة» للعلمانيين ينبغي ان تدان ________________________________ 1 ـ يراجع: الإسلام قوة الغد العالمية، والفكر الاجتماعي السياسي الحديث في لبنان وسوريا ومصر.