ـ(619)ـ ونقد التقليد الديني نقداً عنيفاً (1). 8 ـ انفصل في هذه الفترة «القرنين» كل معنى ديني عن الحكومة التي أصبحت واسطة لغاية اجتماعية خالصة لتنظيم المصالح الدنيوية وان المجتمع يمكن ان يقوم على أساس عقلي دون الاستعانة بالله وان علم الأخلاق مستقل عن أية أسس دينية أو إلهية وان العلم والعقل هما المعيار الحقيقي للدين والإنسان والمجتمع والحكومة. وهكذا وصل الغرب إلى الأخلاق المسيحية كل ما كان غير عقلي وابقوا على العناصر المقبولة عقلاً فيها (2). ونشهد في هذين القرنين بعض المفكرين الذين يؤيدون فكرة فصل الدين عن الدولة منهم: 1 ـ «فرانسيس بيكون» فقد أنكر صريحاً الدين وان فرض مكانته حينما رفض أي قضية فكرية ليس لها أساس تجريبي وأوصى في التعليم بالفصل بين العلوم الطبيعية والعلوم الدينية حيث قال: ان معرفة الله وأحكامه تكون من خلال الإيمان ومعرفة الطبيعة تكون من خلال العقل. 2 ـ «هوبز» الذي كان مهتماً بالأساس التجريبي للمنهج العلمي مع جانب اهتماماته الأخرى الأخلاقية والسياسية والفلسفية وقال ان العقل الإنساني لا يستطيع ان يصدر أحكاماً ذات أساس استدلالي تتعلق بطبيعة الإله، وان الصفات التي نخلعها على الإله أسماء تعبّر عن عجزنا بمعرفته وعن رغبتنا في وصفه بعبارات تمجيدية من شأنها إرضاء قوة مجهولة. وهكذا رد ________________________________ 1 ـ تكوين العقل الحديث: 436. 2 ـ تكوين العقل الحديث: 441.