ـ(617)ـ القرن السابع عشر والثامن عشر: السمة الغالبة على القرن السابع عشر: هي استمرار المعاهد الدينية على تراث العصر الوسيط بينما اشتدت من حولها الحركية العلمية الفكرية التي بدأت في عصر النهضة فظهر رجال يعملون على تنمية العلم الجديد وآخرون يستحدثون مذاهب فلسفية كانت الأصول التي نسج عليها الفكر الحديث(1). لكن السمة الغالبة على القرن الثامن عشر: فهي التحليل والنقد تحليل المعرفة ونقد العقل والدين والنظم الاجتماعية والسياسية(2). أما تفصيل السمات لكلا القرنين فهي: 1 ـ كان من أغراض النزعة التجريبية الإنجليزية تفسير المعرفة الإنسانية والسلوك الإنساني بطرائق لا تحتاج إلى ضمان لاهوتي. 2 ـ ركز «بيكون» و«هوبز» على تفريغ كل مضمون فلسفي نظري مما قد يكون فيه من لاهوت طبيعي. 3 ـ سعى «لوك» إلى اختزال الإله إلى مجرد اعتقاد نظري في وجوده دون أية معرفة برهانية أو تضمينات أخلاقية(3). 4 ـ تفاقم أزمة الشك لدى كثير من العقول نتيجة للإحقاق الواضح الذي منيت به جميع محاولات التغلب على مذهب الشك كما ان التقدم النسبي للكشوف العلمية لم يوفر للناس ملجأ أمينا في مذهب الشك وذلك لإثارتها شكوكا خاصة حول الله والإنسان والكون المحسوس إذ أصبح هذا الكون ________________________________ 1 ـ راجع: الأستاذ زكريا فايد: العلمانية النشأة والأثر: 24. 2 ـ تاريخ الفلسفة الحديثة: 153. 3 ـ الله في الفلسفة الحديثة: 132.