ـ(616)ـ 2 ـ قيام «لونبر» و«زفنجل» وغيرهما بزعزعة العقيدة السلفية وبإنشاء الكنائس المستقلة. 3 ـ وقام «هنري الثامن» بإرغام الإنجليز على إنكار النزعة الكاثوليكية. 4 ـ وفي مجال الفلسفة السياسية هاجم «ميكيافيلي» الكنيسة بسبب أسلوب الحياة غير الفاضل الذي يحياه كثير من قساوستها الأمر الذي زعزع الثقة الشعبية في الدين. 5 ـ انتقاد «أرازموس» الذي يعد أعظم شخصيات الحركة الإنسانية على الرغم من هجماته المريرة على وضاعة المؤسسات الكنيسية فانه لم يعلن تأييده الصريح لحركة الإصلاح الديني فقد كان يؤمن برأي لها وهو القائل بأن الإنسان يتصل بالله اتصالا مباشرا وانه لا داعي للاهوت ولكنه رغم ذلك قد أعلن في النهاية تأييده للكاثوليكية(1). 6 ـ وفي إنجلترا ظهر «السير توماس مور» وقد أبان في كتابه «البوتوبيا» عن أهمية النظرة التحررية الجديدة إلى مسألة التسامح الديني. 7 ـ ونجد هذه الروح الجديدة في أقوال أحد مفكري هذه الفترة وهو «كوزيمومديتش» حينما خاطب الله تعالى قائلا: «أنت تتبع الأشياء اللامتناهية وأنا اتبع المتناهية أنت تضع سلمك في السماء وأنا أضعه على الأرض حتى لا أعلو كثيرا أو اسقط إلى قعر ساحق»(2). وكل هؤلاء لاقوا مصائب كبيرة في إبداء نظرياتهم خصوصاً محاكمات التفتيش التي قد أصدرت أمرا بإحراق «برونو» لإنكاره الوحي وغيره. ________________________________ 1 ـ برتراندرسل: حكمة الغرب ـ ج 2 ـ ترجمة الدكتور فؤاد زكريا ص 17. 2 ـ تكوين العقل الحديث ـ 213.