ـ(613)ـ ولتفصيل الأوضاع في هذه القرون نورد خصائص كل قرن لاحقين ذلك بأهم الأقوال: وسوف نرى ان روح هذه القرون تقوم في أعماقها على اهتمام متزايد بالحياة الإنسانية دون ارتباط ضروري بالعالم الثاني أو الآخروي وما استتبعه من أفول مزاج الرهبانية الانعزالية وحلول مفهوم جديد حيوي لحياة الإنسان. الأمر الذي استتبع انقلاباً على الأخلاق المسيحية حيث حلت الحرية المسؤولية بتوجيه العقل محل الخضوع لإرادة الله وأخذ البحث الفكري الجريء يحل بالتدريج مكان الإيمان. القرن الخامس عشر والسادس عشر: كما قلنا امتازا هذين القرنين بخصائص وضعت أسس ودعائم العلمانية فيه وهذه المميزات هي: 1 ـ عودة المفكرين إلى الثقافة القديمة اليونانية واللاتينية من أدب وفلسفة ودين. 2 ـ كانت هذه الثقافة تنضح في كل جانب بالوثنية خصوصاً أبواب الأخلاق والأفكار. 3 ـ ظهور فكرة الدين الطبيعي والأخلاق الطبيعية والتي استغنت عما فوق الطبيعة وجاء ذلك نتيجة كشوف كثيرة وأطلق على هذا النزوع الجديد بالنزعة الإنسانية أو المذهب الإنساني. 4 ـ من آثار النزعة والمذهب الإنساني هو سلخ الفلسفة عن الدين وإقامتها كشاخص معادي للدين.