ـ(599)ـ رأسها حاكم يكون في الوقت ذاته خليفة للمسلمين وبهذا التدبير تكون قد حلت المعضلة الكبرى أعني فصل الدين الإسلامي عن الدولة المدنية، ويكون في هذا الحل لجميع الفرقاء»!(1) وبلا شك، لم تجد دعوته صداها في البلاد العربية في يسر، لان مقرها ونشاطها كان في باريس، ولأنّ عازوري كان داعية علنية للدول الغربية والأوروبية، ولأنه نظر للقومية نظرة علمانية بحتة، كما انه لم يربط الوحدة بالاستقلال، بل طالب بمملكتين عربيتين في آسيا إحداهما في سورية والأخرى في الجزيرة مع استقلال لبنان الذاتي ! ـ أوروبا ـ العلمانية.. القومية.. التجزئة والسؤال المطروح هو: كيف أيقنت أوروبا بقدرة الروح القومية على تقسيم العالم الإسلامي ؟ والجواب ليس بالعسير، فان أوروبا قد عاشت تجربة طويلة مع القومية، بدأت من الثورة الفرنسية وطيلة القرن التاسع عشر. فبعد ان كانت أوروبا في الغالب موحدة تحت سلطة إمبراطورية كبيرة تضم قوميات عديدة بفعل الدين المسيحي الجامع لهم... انقسمت تلك الدول والقوميات عن بعضها البعض، وازدادت شقة الخلاف وظهرت بوادر العداء والبغض ضد بعض بفعل الصراع القومي الذي أوجده الزحف الفرنسي القومي لبقية القوميات الأوروبية، فأخذت كل قومية تحارب من أجل ذاتها مما أدى إلى ظهور القومية الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية وهكذا.. ________________________________ 1 ـ الطائي ـ نجاح عطا ـ الفكر القومي إسلاميا وتاريخا ـ 1986 م طهران ـ ص 87.