ـ(598)ـ باريس المذكور حول القومية العربية لم يكن الأول بل سبقه مؤتمر باريس عام 1907 الذي اختص بالقومية التركية. والجدير بالذكر ان مؤتمر باريس المختص بالقومية العربية لم يحضره سوى أربعة وعشرين شخصا فقط، أخذ هؤلاء على عاتقهم مناقشة شؤون المسلمين ومصيرهم في الوقت الذي كان معظمهم من غير المسلمين !! هكذا أصبح المفكرون من (اليهود والمسيحيين) في طليعة التغيير، وكان طبيعيا ان يرغب هؤلاء في تأسيس دولة علمانية لا علاقة لها بالإسلام على غرار النظام السياسي الغربي لتقليص الدين، بل حذفه من الإدارة والحياة. ويحاول (عازوري) رئيس (جمعية عصبة الوطن العربي) من خلال مطالبته بفصل الدين عن الدولة إلحاق العالم الإسلامي بالأفكار والعقائد والقيم الغربية، ويظهر موقفه ذلك واضحا في كتابه (يقظة الأمة العربية) إذ جاء فيه بيان للدول العظمى: «تركيا على عتبة عهد جديد يتميز بالتغيير الجذري السلمي، فان العرب الذين استطاع ان يخضعوهم لحكمهم الجائر بواسطة تفرقتهم إلى شيع تتناحر وتتنابذ.. والذين أصبحوا الآن يعون انهم أمة واحدة يوحد بينهم التاريخ والشعور والوطن ووحدة العرق يرغبون في الانفصال عن الأتراك الذين أخذ السوس ينخر في دولتهم وتأسيس دولة عربية مستقلة وستمتد هذه الإمبراطورية العربية الجديدة إلى حدودها الطبيعية من وادي دجلة والفرات إلى السويس، ومن البحر المتوسط إلى بحر عمان ـ نلاحظ انه يبعد مصر وشمال أفريقيا على اعتبار انهم فراعنة ـ وستكون دولة ملكية دستورية حرة على رأسها سلطان عربي، أما ولاية الحجاز الحالية ومعها مقاطعة المدينة فإنها ستكون إمبراطورية مستقلة على