ـ(597)ـ برئاسة الزهراوي وجمع من الشخصيات العربية التي تؤمن بضرورة تبعية بلدانها لفرنسا بزعم مواكبة التطور التي تحظى بها ! وقامت أجهزة الأعلام الفرنسية بالتغطية اللازمة لوقائع وأحداث المؤتمر، وحاولت بكل ذكاء ان تظهر توجهات القومية وحركتها بأنها هي الكفيلة في خلاص الدول العربية والبلسم الشافي لأدوائها. وتصريح رئيس المؤتمر لصحيفة (الطان) الفرنسية يكشف بوضوح أهداف المؤتمر ويحدد مساره، حيث قال: «ان ليس للمؤتمر علاقة بولايات العرب غير العثمانيين وهي: الجزائر، تونس، مراكش، ليبيا، مصر، السودان، جنوب الجزيرة، الخليج، لأنها تابعة للسلطة الأوروبية» !!(1) وتتضح الأهداف لو نلحظ حديثه عن المصريين، حيث قال: «ان المصريين غير جديرين بعد ان يحكموا أنفسهم بأنفسهم فعليهم ان يكونوا شاكرين على تمتعهم بإدارة بريطانية صالحة..»!!(2) ونتيجة لارتباط هؤلاء بالأفكار الغربية والأوروبية فقد أخذ الاعتقاد يسري في عروقهم بضرورة الارتباط بهذه البلدان، قول (اسكندر عمون) أحد القوميين والأعضاء البارزين في مؤتمر باريس يكشف عن ذلك، حيث قال: «ان الدول العظمى لا تريد بنا سوء... بل تريد صلاح أمورنا» (3). وللتركيز على دور فرنسا في مجال تقسيم العالم الإسلامي نذكر بأن مؤتمر ________________________________ 1 ـ الدكتور محمد مخزوم ـ أزمة الفكر ومشكلات السلطة السياسية ـ الطبعة الأولى 1986 م ـ بيروت ص 108. 2 ـ الدكتور محمد مخزوم ـ أزمة الفكر ومشكلات السلطة السياسية ـ الطبعة الأولى 1986 م ـ بيروت ص 108. 3 ـ الطائي ـ نجاح عطا ـ الفكر القومي إسلاميا وتاريخا ـ 1986 م طهران ـ ص 79.