ـ(596)ـ ان تحركها لخدمة مصالحها. في كتاب (إيضاحات) نص وثيقة صادرة من القنصلية الفرنسية في بيروت عليها تواقيع خليل زينبية ورزق الله ارتش وهما من أعضاء الجمعية الإصلاحية البيروتية، تقول الوثيقة: «ولا تتحقق رغبة النصارى الحقيقية في سورية بسبب نوازع التعصب الإسلامي ضد النصارى ولأن النصارى مرتبطون بفرنسا بصورة لا تقبل الانفكاك، وان أكبر آمالهم ان تستولي فرنسا على البلاد الشامية»!! اجل، كانت خطة فرنسا التي تنازلت عن الدين نهائيا بعد الثورة يتمثل في مد سلطانها القومي إلى حيث أمكن القضاء على العقبة الرئيسية في سلطانها وهي الدولة الإسلامية، ومن خلال أعمال أوروبا نلاحظ إنها قد قسمت العالم الإسلامي إلى قسمين: القسم الآسيوي: كان هذا القسم هو المستهدف في حملة القومية بسبب كونه تابعا للدولة العثمانية، وان القومية هي التي ستعزل ذلك الجزء عن الأمة. والقسم الأفريقي: الاستعمار الأوروبي تمكن من اقتطاع هذا القسم من الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، وأخذ يسعى منذ ذلك التاريخ في طريق تحويلها نحو العلمانية. البذرة الأولى للعلمانية وللحركة القومية: تكاد المصادر التاريخية تتفق على اعتبار (مؤتمر باريس) البذرة الأولى لنشأة الحركة القومية العربية، والأساس الأول الذي بنت عليه العلمانية. والمؤتمر المذكور الذي جاء بفضل فرنسا انعقد من 17/6 إلى 23/6/1913