ـ(583)ـ العالم ، الأمر الذي دفع إلى الهيمنة وإقامة مستعمرات يصرف الفائض الإنتاجي، والرأسمالية استطاعت باستخدامها الفكر القومي ان تحقق كلا الهدفين. القومية.. والهيمنة: ثم للقومية الوازع الكبير في هيمنة الدول الغربية القوية على الدول الضعيفة، حيث لعب الحس القومي دورا كبيرا في مجال الهيمنة والاستعمار ويمكن ان نجملها بما يلي: أولاً: الإحساس بالتفوق العرقي والتفاخر بالتاريخ، والتطور الحضاري، والتعصب العنصري، التي تعتبر جميعها وليدة القومية هيأت الأرضية الملائمة للإطماع السياسية التوسعية، وبالتالي الهيمنة الكاملة على البلدان الضعيفة ونهب ثرواتها. ثانياً: اعتبرت القومية مبررا قويا للاستعمار، فمع إثارة المشاعر القومية وروح التضحية في سبيل الوطن، ظهر الحس اللازم والقناعة الكافية نحو إنشاء مستعمرات جديدة، مما جعل التنافس قويا بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا من أجل الهيمنة على العالم. وقول المفكر الغربي (فرانسيس كوكر) يوضح ذلك حيث قال: «اقتنع الكثير من الغربيين في القرن التاسع عشر أثر المشاعر القومية المتطرفة، بأن الشعوب المتطورة والتي بتاريخ وتراث عظيمين وتحظى بتفوق عنصري وقومي، لا يحق لها حصر قدراتها وإمكانياتها داخل حدودها، إذ ان الواجب القومي والوطني لا ينحصر بالدفاع عن سيادة الوطن وحفظ الاستقلال فحسب، وإنّما توجد هناك رسالة عالمية ويتوجب عليهم بسط نفوذهم السياسي وحضارتهم القومية على جميع الدول المتأخرة حتى وان تم ذلك باستخدام