ـ(584)ـ القوة والعنف» (1). ويقول الدكتور بج هات الذي يعد من رواد الفكر القومي في القرن التاسع عشر: «ان الاكتفاء بحفظ سيادة الوطن ليس كل شيء، لأن التخلف عن التنافس الاقتصادي ـ السياسي العالمي، يعني عدم أداء الواجب الكامل في حراسة العظمة والهيبة التاريخية للوطن..» (2). والقومية وسعت نظرية «دارون» حول بقاء الاصلح في الحدود الاجتماعية ـ السياسية. وفي ألمانيا روج «ارنست هيجل» هذا المفهوم بقوة، حيث قال: «يحق للشعوب القوية والمقتدرة ان تدحر وتفني الشعوب الضعيفة والمتأخرة»!(3). ونتيجة لهذه الأفكار اجتاحت أوروبا في القرن التاسع عشر موجة واسعة من الزحف والهيمنة والاستعمار، فبريطانيا استطاعت في زمن حكومة «فليدستون» ان تستعمر الهند ومناطق أخرى وتخضعها للتاج البريطاني، واستطاعت ألمانيا ان تتوسع خارج حدودها، وكانت تفكر في تأسيس (الإمبراطورية الآرية) المترامية ابتداء ببرلين وانتهاء ببغداد. وفي افريقيا امتدت يد فرنسا فهيمنت على مناطق كثيرة. أما أميركا ـ القوة الحديثة آنذاك ـ فدخلت وبتأثير من الحماس القومي حلبة السباق لإنشاء المستعمرات فاحتلت الفيليبين ومناطق أقصى آسيا. ________________________________ 1 ـ تقوي ـ الدكتور علي محمد ـ الإسلام والقومية 1983 طهران ـ 22. 2 ـ تقوي ـ الدكتور علي محمد ـ الإسلام والقومية 1983 طهران ـ 23. 3 ـ تقوي ـ الدكتور علي محمد ـ الإسلام والقومية 1983 طهران ـ 23.