ـ(582)ـ القومية.. والنظام القبلي: لو طالعنا مبادئ وأسس الفكر القومي بدقة، للاحظنا انه خليط من النظام والعادات القبلية، فالغربيون وللسيطرة على عقول وأفكار المجتمع أسسوا هذه الفكرة على أساس الغريزة الاجتماعية والتعصب القبلي. فوجه الشبه كبير بين القومية والنظام القبلي، فأساس العلاقة في النظام القبلي مبنية على الاشتراك في وحدة الدم والتراب بغض النظر عن الحق أو الباطل، فان من كان من القبيلة فله مصير مشترك، وان لم يكن منها فهو بعيد وغريب وان كان يشترك معهم في وحدة العقيدة والإيمان، كما ان في النظام القبلي تقام الحروب ويستتب السلام والأمن من أجل القبيلة، والإنسان المرتبط بالقبيلة بنسبه القبلي يستعلي على الآخرين، وهكذا الحال في القومية فإنها قائمة على الأسس المذكورة، والمنتمي لهذا المذهب «القومية» يحيا ويعمل ويقاتل من أجلها. القومية.. والرأسمالية: بعد انفجار الثورة الصناعية في أوروبا في القرن التاسع عشر، وانتشار المعامل والمصانع الكبرى، واجهت أصحابها مشكلة كبيرة كانت تكمن في الفائض الإنتاجي الكبير، من هذه النقطة نشأت علاقة بين هؤلاء الرأسماليين والفكرة القومية، وكان هؤلاء يبتغون من وراء هذه العلاقة هدفين: الأول: السيطرة على أسواق بلدانهم وعدم إعطاء موطئ قدم للبضائع الأجنبية في أسواقهم، وهذا يتحقق عن طريق الهاب المشاعر القومية، وإثارة الأحاسيس الوطنية، فهذا التوجه ـ بلا شك ـ يؤدي بجموع الشعب إلى تفضيل منتجاتها الداخلية على الأجنبية. الثاني: استحداث أسواق تصريف جديدة لمنتجاتها في مناطق أخرى من