ـ(581)ـ والالتزام «للأرض» و«الوطن» أو «الدم» و«الحضارة» واعتبارها أساسا للوحدة بدلا من الوحدة على أساس العقيدة والإيمان. والقوميون يعتقدون ان الوحدة ينبغي ان تقام على هذه الأسس، والمعيار والملاك الأساسي لتقييم وقياس السلوك الفردي والاجتماعي يتلخص في المنافع والمصالح القومية والوطنية. وفي هذا المذهب «القومية» تكاد تكون الحدود الجغرافية واللغة والعنصر والمؤسسات السياسية من مكوّنات القومية، وعلى أساس هذه العوامل يشعر مجموعة من الناس بمصير مشترك بينما الارتباط على أساس الدين فيكون فرعا أو محذوفا من الحياة، ومع وجوده فإذا تعارضا أي المشاعر الدينية والمشاعر الوطنية فالأسبقية للمشاعر الوطنية عند هؤلاء». القومية.. والعلمانية: والقومية على ما ذكر آنفا لها علاقة وطيدة بالعلمانية القائلة بفصل الدين عن الدولة، فالقومية التي تعتبر الوطن والحدود والعرق واللغة هي الأساس في حياة الإنسان وهذه هي المعتقدات ـ في نظرها ـ التي يجب الإنسان ان يعيش ويضحي من أجلها، بلا شك تلتقي مع العلمانية التي تعزل الدين عن السياسة والحياة، وتعتبر الدين قضية شخصية فردية ينبغي ان لا تتدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية ! وبهذا فالقومية تؤدي إلى العلمانية والفكر العلماني، فإقامة الوحدة القومية على أساس الوطن الواحد يستوجب عزل الدين عن الحياة والشؤون الإدارية كما في الفكر العلماني.