ـ(555)ـ وخطها السياسي في شكل حزب سياسي، أو جمعية أو ما أشبه.. تقوم بعملية التنسيق فيما بين القوى العميلة للاستعمار تعبر عن مبلغ النفوذ والقدرة الاقتصادية والثقافية للاستعمار في البلاد.. فبقدر قوة وانتشار النفوذ السياسي يكون النفوذ السياسي، ولولا النجاح الذي حققه الاستعمار لصنع طبقة من العملاء لهم في داخل المجتمعات الإسلامية ما كان يتيسر لـه ان يمارس نفوذه في بلادنا.. وعلى يد هؤلاء تلاميذ الاستعمار المخلصين تخرجت الدفعات المتتالية من أبناء المسلمين المغفلين منهم والخائنين، فكانوا مزرعة النفوذ الغربي، منها استنبتو الجواسيس والعملاء، والدعاة السياسيين، ورؤساء الأحزاب والمنظمات، والشركات الاقتصادية، ورؤساء أنظمة ذليلة، وعلى يد هؤلاء تم إذلال الأمة وتحطيم قدراتها وكفاءاتها، وتصفية مراكز المقاومة الذاتية فيها.. ليتم للاستعمار في النهاية هضم الأمة دون ان يعترض حلقه عظام التحدي والمقاومة. والآن، إذا أرادت الأمة التخلص من الاستعمار فعليها ان تقضي على ركائزه ومراكز انطلاقه، وبكلمة، تخريب مزرعته وليس فقط قطع رؤوس الأشجار وذلك بما يلي: 1 ـ إعطاء الأقليات الدينية المذهبية حجمها الواقعي وسحب الامتيازات التي أعطيت لهم في العهود الاستعمارية، مع إعطائهم كامل الحقوق الإنسانية.. 2 ـ تصفية آثار الاستعمار الثقافي، والتصدي للاعلام الغربي المضاد للإسلام. 3 ـ تصفية التبعية الاقتصادية.. وجنوده المحليين كي لا يتيسر لهم حبك المؤامرات من جديد ضد مصالح الأمة..