ـ(554)ـ أحبطت المحاولة في انتفاضة جماهيرية شهيرة.. انتهت بسحب الامتياز وإخراج عملاء الشركة من البلاد... وشركة النفط والغاز في الشرق الأوسط تلعب اليوم ذات اللعبة الاستعمارية القديمة، وكأن المنطقة لا تزال تعيش عصر شركة الهند الشرقية !! وكما لا يخفى، ان الاستعمار وفي بداية أمره وتغلغله في البلاد، يجزل العطاء للدولة المستضعفة كي يكسب ودها وصداقتها، وذلك عبر القروض والهبات والتسهيلات الاقتصادية.. الخ، وعندما تفتح لـه الأبواب، ويستقر به المقام يكشف عن وجهه الحقيقي، فإذا به ذلك اللص المحترف.. الناهب لخيرات البلاد، ثم يعوض عما قدمه للشعب الفقير من دماء الشعب وقوته ما يرغب ويريد ! ان الشركات الاقتصادية خير ساتر للنفوذ في أوساط المجتمع، كما هو أفضل ساتر للتعامل مع الجواسيس والعملاء، وكل موال يخدم حكام الغرب في البلاد. ودور الشركات الاستعمارية لا يقتصر على مجرد فتح الطريق، بل هو أيضاً افضل وسيلة لتقديم الخدمات (اللوجستيكية) اللازمة للجهة السياسية المرتبطة بالاستعمار في كل بلد يرتبطون في شكل أخطبوطي بعملاء البلاد الأخرى، مثل سلسلة متصلة الحلقات يربطهم بالاستعمار خيط واحد، ومصالح واحدة، ومصير مشترك. وتختلف الخيوط والعملاء باختلاف القوى المستعمرة، وربما تتعارض وتتنافس الدول الاستعمارية فيما بينها على بلد ما، ولكن تبقى الوسائل الثقافية والاقتصادية واحدة في كل مكان. ثالثاً ـ الوسيلة السياسية: وبامتزاج الوسيلة الثقافية بالاقتصادية تتكوّن طبقة سياسية، تعبر عن فكرها