ـ(553)ـ (المراكز) إلا بمقدار عددها وحاجتها ومناطقها فقط لا غير، وهكذا أمر الإسلام وهذا هو حكم العقل والمنطق. ثانياً ـ الامتيازات الاقتصادية: الاقتصاد بالنسبة للاستعمار وسيلة وهدف، فهو وسيلة لفتح الطريق أمام النفوذ السياسي للاستعمار.. وهو هدف لأنه يؤمن في النهاية المصالح الاقتصادية الاستغلالية لـه.. وتجارب الشعوب المستضعفة مع المستعمرين تكشف عن كيفية استخدام هذه الوسيلة في سبيل توسيع نفوذهم في البلاد، ومن ثم السيطرة على الأوضاع السياسية وتوجيه السلطة هناك.. في الهند وبطريقة ذكية في البداية استطاع الاستعمار البريطاني عبر (شركة الهند الشرقية) ان يثبت لنفسه موطئ قدم في البلاد عبر شبكة تجارية ـ جاسوسية ـ ومع توسيع فروع الشركة في بعض إنحاء الهند، واحتلال قوة اقتصادية داخل البلاد، وشراء مجموعة من الزعماء والذمم، جاءت الأساطيل لتحمي النفوذ المهدد !! ولتعمق سلطتها وتصفي المعارضين، أو الذين يمكن ان يعارضوا سلطة الأجانب، وبهذه الطريقة تم استعمار الهند كله.. وفي إيران حاول الاستعمار البريطاني ان يكرر التجربة ذاتها، فأخذ من الملك (ناصر الدين شاه) القاجاري امتياز (تجارة التبغ) وتحت ستار شركة اقتصادية بدأوا بإنشاء مراكز انطلاق وتجمع، كانت أشبه شيء بالقلاع المحصنة. وكادت تتكرر التجربة الهندية مع إيران، ولكن المقاومة الشعبية بقيادة علماء الإسلام ومراجع الدين، وفتوى (تحريم التبغ) التي أصدرها الإمام محمد حسين الشيرازي