ـ(552)ـ لا يكون لهم سوى العار والتعب، لأن الاستعمار لا يؤمن بأحد سوى مصالحه، وإلا فما بال الأفريقيين المسيحيين كالمسلمين سواء بسواء تطحنهم عجلة الاستعمار ؟! صحيح انه لولا فساد الحكومات، أو على الأصح لولا فساد فلسفة القيادة والحكم الوراثي.. ما كان للاستعمار ان يعشعش بين الأقليات المسيحية واليهودية.. و.. في بلاد المسلمين.. ولكن الذي قام بالدور الأكبر في القضية هم الأقليات ذاتها، لقد رضيت لنفسها هذا الدور المشين. وتلك الحكومات هي التي سمحت للاستعمار ان يؤسس مراكز تبشيرية، ويرسل بما يسمى بـ (الارساليات التبشيرية) إلى بلادنا، ويرسل منها شباب الأقليات إلى الغرب كي تدربهم على الفكر والحياة الغربية.. ثم لتعيدهم جواسيس وأدوات ربط، ورسلا للاستعمار الثقافي في غياب عن الحكومة أو تحت سمعها وبصرها.. فمن عهد الشاه عباس في إيران، وسلاطين آل عثمان بتركيا والاستعمار يؤسس في بلادنا القلاع والمتاريس التي منها ينطلق العملاء والجواسيس في المنطقة ! من لا يدري ان الكنائس، والمدارس التبشيرية والجامعات الاميركية ومستشفياتها، والمؤسسات الخيرية في بلادنا سوى بؤر لصنع الطبقة المكلفة بتسهيل مهمة الاستعمار في تنفيذ مخططاته وأهدافه؟! ولو أراد المسلمون ان يتحرروا من الاستعمار عليهم كخطوة أولى ان يصفوا (المؤسسات الغربية) من بلادهم، ولا يسمحوا لهم باسم الدفاع عن الأقليات الدينية وما أشبه ان يفتحوا مثل هذه المؤسسات.. ثم لا تكون للأقليات من