ـ(551)ـ الوحدة الفكرية والعقائدية، وبها يتم تجريد الأمة من الثقة بنفسها وبكيانها، وعندما تفقد الأمة ثقافتها يتم هضمها بسهولة. لقد استخدم الإعلام الاستعماري سلاح التشكيك ضد عقيدتنا وثقافتنا، ثم سلط علينا أقلامه المسمومة لينسب كل ضعف وانهيار وتخلّف لدينا إلى عقيدتنا.. وبعد ان نجح في بلبلة أفكار الناس ـ وخاصة جيل الشباب الذي انبهر بالتقدم الصناعي للغرب، بدأ بنشر الفكر الإلحادي (العلماني) والفلسفة المادية، ومركزاً هجومه على الفكر الإسلامي الأصيل، هذا المتراس الذي لا بديل عنه لمعنويات الأمة.. ومع ضعف العقيدة في النفوس اهتز أساس الوحدة السياسية للامة، وهذا ما كان يهدف إليه الاستعمار، فمع التشكيك في العقيدة، بدأ الهجوم على الوحدة الإسلامية، وطرح (الفكرة القومية) كبديل يكفل تمزيق وحدة المسلمين، ويفرّقهم قوميات شتى، أي اتباع العلمانية التي تدعو إلى عزل الدين عن الحياة والإدارة. وبالنسبة للامة الإسلامية لم يكن الإلحاد (العلمانية) سوى وسيلة لنزع سلاح الإيمان منها، كي لا يبقى في وجودها أية ذرة من قوة على المقاومة، لقد كان هو الأقوى صناعيا وماديا، ولكن الأمة ـ على مدى التاريخ ـ كانت الأقوى إيمانا، فجردت من هذا السلاح الفعال، ثم كانت الكارثة.. والجراثيم لا تنتقل في الفراغ ولابد من وسيط لنقلها.. فمن كان ذلك الوسيط ؟؟ الجواب: الأقليات المذهبية.. هؤلاء الجنود المجندون لخدمة الأجنبي دائماً، فالانتماء المسيحي كان خير غطاء تنتشر وراءه المصالح الغربية والاستعمار الذي لا يؤمن بدين ولا مبدأ. مساكين هؤلاء الذين يتحولون إلى عربة تنقل الإمبرياليين من بلد إلى بلد، ثم